تحقيق: رانيا الدماصي
تعتبر الأمراض السرطانية من الأمراض الخطيرة, التي تمثل مشكلة صحيةمتزايدة, وهي ليست مقتصرة علي الدول النامية بل تصل أعلي معدلات الإصابةبها في الدول المتقدمة .
ونتيجة للتقدم في سن المواطنين أكثر من الدول النامية حيث يصل متوسطسن المواطن من85 عاما إلي90 عاما وفيها تزيد نسبة الإصابة بالمرض اليثلاثة أو أربعة أضعاف النسبة في الدول النامية علي اعتبار أن الأمراضالسرطانية من أمراض الشيخوخة..
ويعتبر مرض السرطان ثالث سبب للوفاة في الدول النامية بعد الأمراضالمتوسطة وأمراض القلب والشرايين.. ولكنه ثاني سبب وفاة في الدول المتقدمةبعد أمراض القلب والشرايين..
والأمراض السرطانية في مصر تحتل نسبا مختلفة بين الفئات العمرية, فالأطفالوحتي20 عاما يحتلون نسبة6% من إجمالي المصابين بالأمراض السرطانية في مصر,والفئة العمرية من20 عاما إلي60 عاما يحتلون نسبة74% وهي النسبة الأكبر,أما الفئة العمرية من60 عاما فما فوق فتحتل نسبة20% من نسبة إجمالي مرضيالسرطان في مصر..
في البداية يقول د. طارق خيري أستاذ مساعد بقسم الجراحة معهد الأورامالقومي بجامعة القاهرة أن الأمراض السرطانية في حالة تزايد مستمر حيث تسجلسنويا ما يقرب من60 إلي65 ألف حالة جديدة وينال الرجال النصيب الأكبر منالأمراض السرطانية المختلفة حيث تشكل نسبة الذكور المصابين بمرضالسرطان58.3% من إجمالي عدد المصابين بمصر, والسرطان بشكل عام يرجع إليعدة عوامل تسهم في وجوده إما أن تكون عوامل مجتمعه أو منفرده, ومنها:العامل الوراثي أي التاريخ المرضي الوراثي وعامل السمنة وعامل عدم الزواجأو الزواج في سن متأخرة وعامل عدم الإنجاب والأطعمة المجهزة والمهدرجةومياه الشرب الملوثة أيضا الضغط النفسي الاكتئاب فهو من العوامل المهمةوالتي تؤثر تأثيرا قويا علي الشخص وتجعله أكثر عرضه للمرض من الشخصالمتفائل وأيضا التدخين, فنسبة مرضي السرطان من المدخنين99% والنسبة لغيرالمدخنين هي1% حيث يسهم التدخين بطريقة مباشرة في الإصابة بسرطان الرئة,والأمراض القلبية والشرايين وهي أكثر الأسباب التي تعرض المريض للوفاة هذابجانب عدم ممارسة الرياضة وضعف المناعة بشكل عام.. وحتي الآن لا توجدأعراض لمرض السرطان ولهذا يجب علي أي شخص يعاني من أي شكوي مرضية مستجدةعليه وتستمر معه أكثر من أسبوعين, التوجه علي الفور الي الطبيب المختص فيالأورام لإجراء الفحص الدقيق الكامل عليه, وتحديد حالته الصحية وفي حالةالتأكد من الإصابة بالمرض فسوف تصبح نسبة الشفاء عالية جدا وذلك لاكتشافهفي مراحله الأولي..
ولكن للأسف هذا عكس ما يحدث, حيث أن الثقافة الطبية لدي معظم المرضيتجعلهم يتجهون نحو اتجاهات خاطئة ونوع من التكاسل والاهمال واللا مبالاة..بالإضافة إلي بعض الأطباء غير المتخصصين والذين يسهمون في التشخيص المتأخروذلك من خلال طمأنة المريض وإعطائه بعض العقاقير غير المجدية مما يترتبعليه التأخر في اكتشاف المرض من6 أشهر الي سنة مما يقلل نسبة الشفاء.
ويؤكد أن سرطان الثدي هو النوع الأكثر انتشارا بين سيدات مصر اليوم حيثتبلغ نسبته4,18% من نسبة الأمراض السرطانية الموجودة بمصر, ولأن الثدي هوالعضو الجمالي للمرأة وعملية استئصاله تؤثر علي نفسيتها وتضعف مناعتها ممايجعل انتشار المرض يتزايد ومنها فلابد أن تحرص كل سيدة علي متابعة وفحصنفسها شهريا بعد الدورة الشهرية وعمل أشعة علي الثدي بدءا من سن30 عاما كلثلاث سنوات بصفة مستمرة, والتوجه الي الطبيب المختص في الأورام عند ملاحظةأي تغيير غير طبيعي يطرأ علي الثدي, حتي يحدد إما أن يكون كيسا دهنياعاديا أو ورما سرطانيا, والفرق بينهما أن الكيس الدهني لا يحدث فيه تغييرفي الحجم إلا تغييرا ضئيلا جدا جدا2 مللي كل سنتين أما الورم السرطانيفيتغير حجمه, ويكبر سريعا خلال شهر واحد..
ولهذا فكلمة السر تكمن في الأكتشاف المبكر حيث تكون نسبة الشفاء فيالمرحلة الأولي عالية من90% إي95% وفي المرحلة الثانية من50% إلي60%وتتلخص في إجراء عملية صغيرة في الثدي وأخذ العلاج الكيميائي والإشعاعيوالهرموني أما إذا اكتشف الورم في المرحلة الثالثة أو الرابعة فتكون نسبةالشفاء ضعيفة من10% إلي30% حيث نقوم في البداية بأخذ ثلاث دورات من العلاجالكيميائي من شأنها تعقيم الجسم من انتشار المرض وأيضا تصغير حجم الورمالموجود بالثدي ثم نقوم بإجراء عملية الأستئصال..
ويوضح الدكتور أحمد سليم أستاذ علاج الأورام, بكلية طب قصر العيني بعضالتعليمات والنصائح العالمية الحديثة في طب الأورام حيث أنه كان في السابقينصح بإجراء استئصال جراحي لأورام الثدي في مراحلها الأولي بالإضافةللعلاج الكيميائي والإشعاعي أما في حالة انتشار المرض خارج الثدي فلا ينصحبإجراء عملية والأكتفاء فقط بالعلاج الكيميائي الإشعاعي والهرموني ولكنالتعليمات الحديثة أثبتت أنه حتي في حالات السرطان المنتشر فأن الاستئصالالورم في حالات السرطان المنتشر يكون أفضل من الحالات التي لم يتم استئصالفيها وهذا الأمر خاص فقط بأورام الثدي وأن هذه القاعدة لا تنطبق عليالأورام الأخري..
أيضا يجب علي السيدة المصابة بأورام الثدي قياس نسبة فيتامين( د) في الدمبصور دورية كل ثلاث سنوات, وذلك للحفاظ علي مستوي فيتامين( د) في الدممن30 الي60 نانو جراما وحرصها علي تناول فيتامين( د) خارجيا علي هيئةأقراص إذا كان المستوي أقل من30 نانو جرام حتي تصل إلي المعدل المطلوبوذلك حتي نقلل من نسبة ارتجاع الورم في الثدي الآخر بنسبة50%..
اما بالنسبة لحالات الصهد والسخونة التي تعاني منها السيدات بعد العلاجالهرموني والتي تشبه أعراض انقطاع الطمث فقد اكتشف طب الأبحاث أدوية جديدةمفيدة لعلاج الصهد والسخونة.
وهي عقاقير غير هرمونية ولم تكن موجودة من قبل عامين حيث كانت السيداتيتناولن في الماضي أدوية هرمونية لعلاج هذه الأعراض ولكن بات حديثا أنالأدوية الهرمونية ممنوعة في أورام الثدي لأنها تحفز, وتزود, وتنشط المرض..
أما بالنسبة للمرضي الذين يتناولون العلاج الكيميائي والذين يعانون منوجود حالة من القيء قد تستمر من ثلاثة إلي أربعة أيام بعد العلاجالكيميائي والذي قد يستمر6 أشهر وأكثر فهناك موانع للقيء وهذا حدث جيد إذاما استخدمت الجرعات بصورة صحيحة..
أيضا من النصائح المهمة التي خرجت من مؤتمر الجمعية الأمريكية للأورام هذاالعام أنه لا فائدة من متابعة دلالات الأورامCA125 الدائمة والتي تعملبصورة شهرية بعد عمليات استئصال أورام المبايض عند النساء مما كان يكلفالمريضة تكلفة عالية دون أي فائدة لا علي صحة المريضة, ولا في معرفةاحتمالات عودة المرض من عدمه أيضا هناك اكتشاف حديث وهو تحليل في الدميدعيOVAL أو فاوان حيث من الممكن استخدامه لتشخيص الأجسام الغريبةوالأورام في المبايض ومعرفة نوعها إذا كانت حميدة أو كانت خبيثة قبلالدخول في إجراء استئصال وقبل تناول علاج الأورام..
ويستكمل د. طارق خيري بأنه من أكثر السرطانات المنتشرة في مصر سرطانالمثانة حيث تبلغ نسبته3,18% من حالات السرطان في مصر وغالبا ما يرجع سببهإلي البلهارسيا..
وتتمثل شكوي المريض في حرقان في البول أو دم أو افرازات في البول, وهنايجب علي الفور عمل منظار لمعرفة ما إذاكان المريض يحتاج إلي جراحة استئصالالمثانة أم يحتاج إلي منظار حيث في بعض حالات سرطان المثانة يمكن للمريضالتماثل للشفاء بالمنظار فقط, ثم الحقن في بعض الأحيان بـBCG6 مرات فيالمثانة كي يساعد علي شفاء السرطان السطحي للمثانة وأيضا لتقوية مناعةالمريض..
أما بالنسبة لحالات سرطان المثانة العميقة أو غير السطحية فنقوم باستئصالكلي للمثانة وتحويل لمجري البول أما أن يكون تحويلا سطحيا وإما أن يكونتحوي داخليا, أما في حالات صغر حجم الورم فنقوم بعمل مثانة صناعية عندالأمعاء الدقيقة ووضعها في آخر مجري البول ومنها فالمريض يتبول طبيعيا,وعن المشكلة التي تواجه المريض بعد إجراء العمليات الجراحية فهي عدمالتحكم في البول والضعف الجنسي.
وعن الجديد في طرق العلاج, فمازال العلاج المناعي تحت التجربة هو علاجمعقد جدا والهدف منه تقوية الجهاز المناعي للإنسان وليس الوقاية من المرضوذلك من خلال أخذ الجينات الضعيفة غير القادرة علي مقاومة المرض وإجراءمضاعفات لها وإعادة حقنها للجسم ومنها تصبح المناعة قوية بشرط أن تكون هذهالخلايا تابعة لنفس المريض حتي لا يرفضها الجسم وحتي الآن لم تظهر نتيجةالعلاج حيث لم يمر سوي عامين تقريبا علي تلك التجربة وعادة لاتظهر النتيجةإلا بعد خمس سنوات..
أما عن الخلايا الجذعية فمازالت في إطار البحث, وفكرته هي أن المرض يرجعنتيجة لجذر مريض للخلايا الموجودة في جسم الإنسان فلو استطاعنا أن نستأصلهفبذلك نستطيع أن نشفي المريض وإذا ظهر في مكان اخر فذلك يرجع الي جذور هذاالمرض في جسم المريض وفكرته مثل فكرة العلاج المناعي حيث نأخذ الخلاياالجذعية من المريض نفسه( من النخاع الشوكي) بشرط ان تكون غير متأثرةبالمرض ثم نقوم بتقويتها, ومضاعفتها, وإرجاعها إلي جسم المريض مرة أخري أوإعطائه خلايا من الجنين, ومنها فتكون مقاومة الشخص أقوي, حيث من الممكنالتغلب علي المرض وبهذا نستطيع أن نهزمه بطريقة غير مباشرة للعلاج عليأساس تقوية المناعة..
عن الاهرام ٢٠ يناير ٢٠٠٩